كان أبي ميسور الحال , وكنت أنا ( مينا ) وأختي ننال ما نريده ,إلا إننا كنا بائستين بسبب المشاجرات اليومية بين أبي وأمي , التي تصل للشتائم والسب وبرغم إننا أسرة مسيحية , لكننا لا نعلم أي شيء عن المسيح , ولا أتذكر إني ذهبت يوما للكنيسة مع أهلي ولا اعتقد أن أحد منهما فكر في أنا أو أختي.
لذلك لما وصلت سن المراهقة , قررت أن أعيش حياتي بشكل مختلف بعيدا عن الأسرة تفاديا لهذا السيناريو المتكرر في المشاجرات.
وكنت معجبا بطريقة أختي في الحياة , فليس لها أي علاقة بأهل البيت , تعيش تقريبا مع أصحابها , لا يهم إن كانوا صالحين أو أشرار , يعرفوا الله أم لا , لذلك قررت أن أعيش على منوالها بل تماديت أكثر في شرب الخمر و لكن أصدقك القول كنت كأني شخص منقسم لاثنين شخص يمرح و يسكر و يفعل ما يريد ، و آخر حزين كئيب لا يعرف معنى السعادة.
وأصبح لكل منا عالمه الخاص , لكن الشىء الذي يجمعنا هو الحرمان من حنان الوالدين و فقدان السلام في البيت أما الله فلم يشغل أي جزء من تفكيري , ولم يكلمني أحد عنه للأسف الشديد. لكني كنت أعلم أن الله سيعاقبني فأرتعب وأسرع لشرب الخمر لأنسى هذا الخاطر.
وفي أحد الأيام رجعت للبيت الساعة الثالثة صباحا , مخمورا كالعادة , فوجدت أبي وأمي في حالة يرثى لها وهما يحاولان إيقاظي بأسلوب مهين من السب والشتائم “أين أختك ؟ استيقظ ” و أنا لا أفهم شيئا. لكني علمت فيما بعد أن أختي تركت البيت وكتبت في ورقة صغيرة ” لا تبحثوا عني فلا أهمية لي عندكم ”
شعرت بألم شديد يخترق قلبي بعد أن أفقت لقد فقدت أختي , شريكتي في الحرمان الوحيدة التي تشعر بي و نظرت في عيني أبي وأمي فوجدت فيهما نظرة انكسار لم أتعودها من قبل بل كانا يخرجان معا للبحث عن أختي في كل مكان , ولكن دون جدوى …
وبدأت أشعر بحنانهما الذي كنت أفتقده , وطلبت مني أمي أن أصحبها إلى الكنيسة وهناك سمعت لأول مرة عن محبة الله لي وعن الصلاة بإيمان وبحثنا عن الإنجيل في كرتونة تحت السرير , وبدأنا نقرأ سويا ونصلى من أجل عودة أختي .
أما دموع والدتي فكانت تجري أنهارا عندما تدخل حجرتها كل صباح , وتقبل صورتها وتعتذر لها عن تقصيرها ، ومضت عدة سنوات ولم يحدث شيئا ،لا بل حدث تغيير كبير فقد تحولنا لأسرة تحب المسيح.
وفي يوم وصلتنا رسالة عبر البريد , و ما أن وقعت عيناي عليها حتى صرخت إنها من أختي !! فأنا الوحيد الذي يعرف خطها و أسرعنا لنفتحه فوجدنا فيه سؤالا حزينا “هل تقبلوني ثانية ابنة لكما بعد كل ما حدث؟ أرسلوا لي على هذا العنوان حتى لو كان جوابكما بالرفض” وكان عنوان مدينة أخرى وفي 10 دقائق كنا نحن الثلاثة في العربة نتجه للعنوان الذي بللته دموع أمي ولن أستطيع أن أصف لكم اللقاء فقد كنا نبكي نحن الأربعة……
ابني كان ميتا فعاش و كان ضالا فوجد
لذلك لما وصلت سن المراهقة , قررت أن أعيش حياتي بشكل مختلف بعيدا عن الأسرة تفاديا لهذا السيناريو المتكرر في المشاجرات.
وكنت معجبا بطريقة أختي في الحياة , فليس لها أي علاقة بأهل البيت , تعيش تقريبا مع أصحابها , لا يهم إن كانوا صالحين أو أشرار , يعرفوا الله أم لا , لذلك قررت أن أعيش على منوالها بل تماديت أكثر في شرب الخمر و لكن أصدقك القول كنت كأني شخص منقسم لاثنين شخص يمرح و يسكر و يفعل ما يريد ، و آخر حزين كئيب لا يعرف معنى السعادة.
وأصبح لكل منا عالمه الخاص , لكن الشىء الذي يجمعنا هو الحرمان من حنان الوالدين و فقدان السلام في البيت أما الله فلم يشغل أي جزء من تفكيري , ولم يكلمني أحد عنه للأسف الشديد. لكني كنت أعلم أن الله سيعاقبني فأرتعب وأسرع لشرب الخمر لأنسى هذا الخاطر.
وفي أحد الأيام رجعت للبيت الساعة الثالثة صباحا , مخمورا كالعادة , فوجدت أبي وأمي في حالة يرثى لها وهما يحاولان إيقاظي بأسلوب مهين من السب والشتائم “أين أختك ؟ استيقظ ” و أنا لا أفهم شيئا. لكني علمت فيما بعد أن أختي تركت البيت وكتبت في ورقة صغيرة ” لا تبحثوا عني فلا أهمية لي عندكم ”
شعرت بألم شديد يخترق قلبي بعد أن أفقت لقد فقدت أختي , شريكتي في الحرمان الوحيدة التي تشعر بي و نظرت في عيني أبي وأمي فوجدت فيهما نظرة انكسار لم أتعودها من قبل بل كانا يخرجان معا للبحث عن أختي في كل مكان , ولكن دون جدوى …
وبدأت أشعر بحنانهما الذي كنت أفتقده , وطلبت مني أمي أن أصحبها إلى الكنيسة وهناك سمعت لأول مرة عن محبة الله لي وعن الصلاة بإيمان وبحثنا عن الإنجيل في كرتونة تحت السرير , وبدأنا نقرأ سويا ونصلى من أجل عودة أختي .
أما دموع والدتي فكانت تجري أنهارا عندما تدخل حجرتها كل صباح , وتقبل صورتها وتعتذر لها عن تقصيرها ، ومضت عدة سنوات ولم يحدث شيئا ،لا بل حدث تغيير كبير فقد تحولنا لأسرة تحب المسيح.
وفي يوم وصلتنا رسالة عبر البريد , و ما أن وقعت عيناي عليها حتى صرخت إنها من أختي !! فأنا الوحيد الذي يعرف خطها و أسرعنا لنفتحه فوجدنا فيه سؤالا حزينا “هل تقبلوني ثانية ابنة لكما بعد كل ما حدث؟ أرسلوا لي على هذا العنوان حتى لو كان جوابكما بالرفض” وكان عنوان مدينة أخرى وفي 10 دقائق كنا نحن الثلاثة في العربة نتجه للعنوان الذي بللته دموع أمي ولن أستطيع أن أصف لكم اللقاء فقد كنا نبكي نحن الأربعة……
ابني كان ميتا فعاش و كان ضالا فوجد